للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرروا التخلص منه عن طريق الاغتيال في ديارهم) لا يستبعد أن يغتنموا فرصة وجوده منفردًا في ديارهم مع قلة من أصحابه كلهم غير متسلح فيطوقوهم (إذا ما علموا بأن النبي اكتشف المؤامرة) ثم يستعجلوا الفتك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتمكن من العودة سالمًا إلى المدينة، ولهذا فإنه - صلى الله عليه وسلم - عندما تحرك من مكانه في ظل الحائط أوهم اليهود بأنه لا يعتزم مغادرة ديارهم وإنما هو ذاهب لقضاء حاجته وبهذا فوت على هؤلاء اليهود فرصة قد تكون من أثمن فرصهم للقضاء عليه.

[إنذار اليهود بالجلاء عن المدينة]

وقد اعتبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما اعتزم اليهود القيام به من الفتك به غدرًا في ديارهم نقضًا للعهد الذي بينه وبينهم فقرر إجلاءهم من منطقة يثرب اتقاء لشرهم وتخلصًا من مؤامرتهم ودسائسهم.

فقد وجه إليهم إنذارًا بالجلاء عن المدينة، وقد حمل هذا الإنذار إليهم محمد بن مسلمة الأنصاري الذي استدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له:

"اذهب إلى يهود بنى النضير وقل لهم .. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلنى إليكم أن اخرجوا من بلادى، لقد نقضتم العهد الذي جعلت لكم مما هممتم به من الغدو، لقد أجّلتكم عشرًا فمن رؤى بعد ذلك ضربت عنقه (١).


(١) طبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>