للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شك أنه - صلى الله عليه وسلم - كقائد عسكرى مسؤول- أدخل في حسابه وجود هذا الخطر، فاتخذ من الاحتياطات ما يدفع عنه وعن جيشه هذا الخطر الماثل في انتشار القبائل الوثنية عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وأمامه.

وأهم ما يمكن أن يخشاه قائد محارب يكون في الوضع الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في طريقه إلى خيبر، هو أن يقطع عليه الأعداء خط الرجعة (عندما يكون يحارب في خيبر).

لأن القبائل التي ستكون أو بإمكانها أن تكون خلفه عندما يتوغل بجيشه نحو خيبر- هي (كما قلنا) قبائل وثنية معادية موتورة.

النبيّ يطلب من غطفان عدم مناصرة اليهود:

وليس لدينا أو لم يصل إلى علمنا مدى الإجراءات التي اتخذها النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - لتأمين خط الرجعة، ولتجنيب جيشه خطر التفاف الأعراب الوثنيين من خلفه عندما يكون قريبًا من خيبر وبعيدًا عن المدينة.

وكل ما حصلنا عليه من معلومات هو أن هناك خطة اتفق عليها اليهود والمرتزقة من غطفان تقضى بأن تقوم قبائل غطفان بمساندة اليهود ضد المسلمين عسكريًا حسب الخطة الآتية:

١ - أن تبعث قبائل غطفان بمجموعة من رجالها المسلحين إلى اليهود ليكونوا معهم في حصونهم، وقد فعلوا ذلك، فأرسلوا عدة كتائب بقيادة عيينة بن حصن وطليحة بن خويلد وحذيفة بن بدر الفزاري (١).

٢ - أن يقوم أربعة آلاف مقاتل من غطفان بحركة التفاف على المسلمين لضربهم من الخلف عندما يكونون قريبين من خيبر.

وقد تعهد زعماء خيبر لغطفان بأن يمنحوهم نصف ثمار خيبر مقابل هذه المساندة العسكرية ضد المسلمين.

ولقد نفذ الغطفانيون البند الأول من الاتفاقية قبل أن يتحرك المسلمون


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>