للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله على نفسي، فتخلف على أخواتك، فتخلف عليهن. فائذن لي يا رسول الله معك, فأذن له, واستأذن رأس النفاق (عبد الله بن أبي) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخروج معه فلم يأذن له (١).

[الحملة تتحرك]

تحركت قوة المدينة المطاردة وغادرت المدينة بعد صلاة الفجر (بقيادة النبي) - صلى الله عليه وسلم -، وقد استخلف الرسول - صلى الله عليه وسلم - أميرًا على المدينة ابن أم مكتوم (٢).

ركب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فرسه المسمى (بالسكب) وقد تدجج بسلاحه وتقدم يقود الجيش في اتجاه الجنوب مسرعًا لمطاردة أبي سفيان.

وقد أعطى لواء هذه الحملة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو اللواء الذي قاتل المسلمون في ظله يوم أُحد، والذي بقى معقودًا لم يحل من ساريته حتى رجع المسلمون من هذه الحملة ظافرين.

[كبت المنافقين واليهود]

ولقد استولى الدهش والذهول على اليهود والمنافقين (فعلًا) عندما


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٤٩ - ٥٠.
(٢) هو عمرو بن أم مكتوم، ويقال اسمه عبد الله، وعمرو أكثر، وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم وهو قرشي ومن قبيلة بني عامر بن لؤي، وأمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية، وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين، كان ابن أم مكتوم من المهاجرين الأولين قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة في عامة غزواته يصلي بالناس، ذكر الزبير بن بكار أن ابن أم مكتوم كان يحمل اللواء في معركة القادسية، وأنه استشهد فيها، وفي ابن أم مكتوم أنزل الله تعالى (معاتبًا نبيه) قوله جلّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>