للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعركة إلى ديار بني الملوح.

فكون كتيبة من أصحابه وأسند قيادتها إلى غالب بن عبد الله الذي كان قد قاد عدة حملات تأديبية ناجحة ضد الأعراب الوثنيين في العهد النبوى.

وكما هي أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - تحركات هذه الدورية من المدينة في شهر صفر. ولما وصل غالب بن عبد الله برجاله إلى قديد (١) على الساحل الغربي للجزيرة في جنوب الحجاز. التقت طليعة السرية برجل اسمه الحارث بن مالك بن البرصاء فألقت عليه القبض خشية أن يكون جاسوسًا للعدو.

اعتقلوه تحفظًا. وهو مسلم

وعندما ألقت الطليعة القبض على الحارث بن مالك .. احتج على اعتقاله لأنه إنما جاء يريد الإِسلام. ولكن قائد السرية. لم يكذبه. ولكنه أمر بالتحفظ عليه زيادة في الاحتياط قائلا: لا يضرك رباط ليلة إن كنت تريد الإِسلام. ... ثم أمر القائد بأن يشد الرجل وثاقًا. ويترك في حراسة أحد رجال السرية وهو سويد بن صخر (٢). وأمر غالب سويدًا بأن يضرب عنق الحارث إن نازعه. حيث قال له: إن نازعك فاحتز رأسه.

وقد وصف أحد أفراد هذه الدورية الحربية تحركات رجالها ناحية الكديد فقال:

ثم سرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس. فكمنا ناحية الوادي فبعثنى أصحابي ربيئة لهم فخرجت فأتيت تلا مشرفا على الحاضر (٣) يطلعنى عليهم. حتى أسندت فيه وعلوت على رأسه ثم انبطحت، فوالله إني لأنظر إذ خرج رجل منهم من خباء له فقال لامرأته والله إني لأرى على هذا التل سوادا ما رأيته عليه صدر يومى هذا. فانظرى إلى أوعيتك لا تكون


(١) قديد موضع في الحجاز قرب ساحل البحر وهو قريب من مكة. قاله في مراصد الاطلاع.
(٢) هو سويد بن صخر الجهني قال في الإصابة .. ذكر الطبري أنه أحد الأربعة الذين يحملون ألوية جهينة وشهد الحديبية.
(٣) الحاضر غير البادي. وهو القيم في مدينة أو قرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>