لا جدال في أن القوتين المتصادمتين في معركة بدر، قد كانتا غير متكافئتين من ناحية العدد والاستعداد والعُدد.
فقد كان عدد جيش مكة حوالي ألف مقاتل خرجوا من مكة وهم مستعدون لحرب، بينما كان عدد جيش المدينة ثلاثمائة مقاتل يزيدون قليلا، غادروا المدينة وهم على غير استعداد للحرب، إذ لم يدر بخلَدَ أحد منهم أنه سيخوض مثل هذه المعركة الرهيبة.
فما هي (إذن) أسباب النصر الرئيسية في هذه المعركة، وقد انعدمت - في جانب المسلمين - كل الأسباب المادية التي بها عادة يتم النصر في المعارك؟ .
[مجمل الأسباب]
يمكننا - على ضوء الاطلاع على مراحل المعركة منذ البداية - أن نلخص أسباب هذا النصر - بعد التأييد الإلهى فيما يلي:
١ - عدم التحمس في جيش مكة .. فبالرغم من أن هذا الجيش اللجب (١) قد خرج من مكة وهو يتدفق حماسًا للقتال دفاعًا عن العير، وحفاظًا على سمعة قريش التي سيصيبها الانهيار لو أن محمدًا تمكن من الاستيلاء على تلك القافلة القرشية الضخمة، فإن هذا الجيش قد فتر حماسه للقتال عندما بلغته أَنباءُ نجاة العير من قبضة جيش النبي - صلى الله عليه وسلم -.
لا سيما بعد أن جاهر كثير من قادة هذا الجيش في رابغ وفي بدر
(١) اللجب -بفتح الجيم- صهيل الخيل وكثرة أصوات الأبطال، وجيش لجب، أي ذو كثرة وجلبة.