للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدرتهم التامة على تأْديبه وردعه ووضع حد (بحد السيف) لتحدِّيه واستفزازه.

ولقد بالغ خالد بن الوليد الذي كان قائد أَول قوة المشركين يواجهها المسلمون في رحلتهم السلمية التاريخية هذه .. بالغ في التحدِّي والاستفزاز إِلى أَن وقف بخيَّالته المائتين بين المسلمين وبين القبلة وقت أَداءِ الصلاة في عُسفان مستفزًا بذلك مشاعرهم ومستعرضًا عضلات قريش ومُدخلا في روع المسلمين بأَن صنيعه هذا هو أَحد مظاهر قوة قريش العسكرية الضاربة القادرة على منع المسلمين من دخول مكة في صورة من الصور.

[سلاح فرسان الفريقين في حالة المواجهة]

وإِزاءَ تصرف خالد بن الوليد هذا، أَمر النبي - صلى الله عليه وسلم - قائد سلاح فرسان المسلمين (عبّاد بن بشر) أَن يقف بفرسانه إِزاءَ فرسان خالد لصد أَية محاولة قد يقوم بها خالد على حين غرَّة بالهجوم على المسلمين، فصفَّ عباد بن بِشر فرسانه، وبهذا أَصبح خيَّالة الفريقين في حالة مواجهة كاملة.

ومع هذا فقد تلقى قائد سلاح فرسان المسلمين (على ما يظهر) أَمرًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأَن لا يباشر أَي قتال ضد فرسان خالد بن الوليد إِلا في حالة واحدة هي حالة الدفاع عن النفس ومنع أَية محاولة قد يقوم بها خالد للهجوم على النبي وأَصحابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>