وعندما قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - القيام بالعمرة طلب من بُسْر بن سفيان الكعبي ثم الخزاعي (١) أن يشتري له بُدْنًا لتكون هدية إلى الكعبة في عمرته حيث قال لبسر (الذي كان قدم مسلمًا عليه): يا بسر لا تبرح حتى تخرج معنا، فإنَّا إن شاء الله معتمرون، فأقام بسر في المدينة .. ثم أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبتاع له بدنًا. فذهب إلى البادية وأخذ يبتاع البدن ويبعث بها إلى ذي الجدُر لترعى هناك، وكانت ذو الجدر من مسارح المدينة التي ترعاها اللقاح.
وعندما أكمل بسر بن سفيان شراءَ البُدن التي بلغت سبعين بَدَنة حضر بها إلى المدينة، وذلك بعد أن تهيأَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه للخروج منها معتمرين.
[ناجية بن جندب على الهدي]
وعندما تهيأَ النبي للخروج من المدينة استعمل على هَدْيه ناجية بن جندب الأسلمي وأَمره أن يقدمها إلى ذي الخليفة.
وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المدينة وهم لا يشكُّون في الفتح للرؤيا اليت رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(١) هو بسر (بضم أوله وسكون ثانيه) ابن سفيان بن عمرو بن عمرو الخزاعي، من سادات خزاعة وزعمائها يضاهي بديل بن ورقاء في زعامته، قال ابن عبد البر أسلم سنة ست. وبسر هذا هو الذي لقى النبي صلى الله عليه وسلم بذي طوى بالقرب من مكة (على ما ذكره ابن إسحاق) وقال له: يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجوا معهم العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور، وقد نزلوا بذي طوى، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم أبدًا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموها إلى كراع الغميم.