زُبيد اسم يطلق على عدة قبائل، وزُبيد هنا، هم من مذحج بن صعب بن سعد العشيرة من بني زيد بن كهلان، وهم قوم الفارس الشهير عمرو بن معدى كرب الزبيدي، وكان وافدهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن معدى كرب، قدم عليه فأسلم وصدّقه وآمن به ورجع عمرو إلى قومه وعليهم رئيس فروة بن مسيك المرادى لأن الجميع من مذحج.
غير أن عمرو بن معدى كرب، لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتد عن الإِسلام، وانضم إلى قوم الأسود العنسى المتنبيء الكذاب. وقد وقع عمرو في أسر بعض وحدات جيش الخلافة، فقادوه أسيرًا إلى المدينة، فعفى عنه الخليفة الأول، فأسلم وحسن إسلامه، وقد شارك المسلمين في معارك اليرموك والقادسية ونهاوند (فتح الفتوح)، وقد استشهد في معركة فتح الفتوح هو وطليحة بن خويلد الأسدى الذي كان قد ادعى النبوة ثم تاب.
- ٣٤ -
[وفد كندة]
كنْدة قبيلة قحطانية حضرمية عظيمة، كان منها ملوك كثيرون قبل الإِسلام، وقد امتد ملكهم إلى نجد واليمن والحجاز (معجم قبائل العرب ج ٣ ص ٩٩٨).
وكندة هم بنو كندة، واسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، وسمّى ثور (كندة) لأنه كند أباه أي كفر نعمته. تقع منازلهم في الكسر بحضر موت وتمتد إلى مسافات واسعة ناحية شمال حضرموت، وقد تفرقت في حضرموت منهم بطون كثيرة، وفي أيام سلطان الإسلام في الصدر الأول كان لكندة -من الناحية الحربية- شأن عظيم، وبعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ارتدت كندة عن الإِسلام، فأخضعهم المهاجر بن أبي أمية وعكرمة بن أبي جهل، وقد وقع ملكهم الأشعث بن قيس في الأسر فعفى عنه الخليفة الأول