للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من طريق تقضي بهم إلى مكة دون أَن تمرُّوا بالطريق الذي يرابط فيه خالد بن الوليد بفرسان قريش، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (هل من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها؟ ) (١).

ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - آمرًا بتغيير اتجاه السير -: تيامنوا في هذا العمل، فإِن عيون قريش بمرِّ الظهران أَو بضجنان، فأَيكم يعرف ثنية ذات الحَنظل؟ .

وبعد أَن سأَل ما إِذا كان أَحد من أَصحابه يعرف طريقًا إِلى مكة لا تمر خيل خالد بن الوليد، ويعرف ثنيّة ذات الحنظل قال بُريدة بن الخصيب الأَسلمي: أَنا يا رسول الله عالم بها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اُسلك أَمامنا.

وقد سلك الدليل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه ذات اليمين بعد أَن انحرف بهم عن الجادة، فسلك بهم طريقًا وعرًا غير مطروق، وما زالوا يسيرون في مسالك مجهولة، وعرة حتى أَفضوا إِلى سهل الحديبية، عبر مضيق (ذات الحنظل).

[النبي وأصحابه يضلون الطريق عدة مرات]

وبسبب كون المسالك التي سلكها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه مهجورة وليست من الطرق المعروفة إلا لدى أَفراد قلائل من بادية المنطقة، لقى النبي وأَصحابه عَناءً شديدًا أَثناءِ مرورهم بهذا الطريق.


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>