للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت هذه الكلمة كافية لتعبئة كل من في المدينة من المحاربين لأَنه لا يُصرَح بها إلا عندما تتعرض بلاد المسلمين لخطر جسيم من قبل أعدائهم.

ولما تبلغ المسلمون جلية الخبر، اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - اهتمامًا شديدًا لاستيلاء النجديين على الإبل لأَن ذلك يعد تحديًا صارخًا من غطفان للمسلمين واستهانة بقوتهم حيث جرأَت غطفان وأَغارت على سرْح المسلمين في منطقة تعتبر من ضواحي المدينة.

واجتياح إبل المسلمين منها اعتبره المسلمون عملا بالغ الخطورة وفسِّر بأَنه قد يكون بمثابة جس النبض لقوات المسلمين، ومقدمة لهجوم شامل تقوم به قبائل غطفان على المدينة نفسها، لأَن فزارة وحدها التي يتزعمها عيينة بن حصن، تستطيع أَن تحشد عشرة آلاف مقاتل.

لذلك اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذه الحادثة اهتمامًا عظيمًا وجهز جيشًا كبيرًا لمطاردة المغيرين وردعهم قوامه سبعمائة مقاتل تحركوا من المدينة بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفسه إلى منطقة الغابة.

[اندحار المغيرين واستعادة الإبل]

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بعث أمامه بقوة خفيفة من الفرسان لمقاتلة المغيرين وإِشغالهم بقيادة الفارس الأَنصاري الشهير سعد بن زيد بن مالك (١) ثم لحقهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في عامة الجيش.

وقد اشتبكت فصيلة الفرسان النبوية مع المغيرين (وعلى قلة رجالها


(١) انظر ترجمة سعد بن زيد في كتابنا الرابع (غزوة بني قريظة).

<<  <  ج: ص:  >  >>