ومن الجدير بالذكر أَن هذا اليهودى المجرم لم يظهر عيه أَي أَثر للخوف، بل كان ساعة إعدامه علي جانب كبير من الشجاعة والثبات.
فعندما تقدَّم الحرس بهذا اليهودى إلى ساحة الإِعدام لضرب عنقه، طلب أن يسمح له بالكلام، عندما سمحوا له بذلك أَقبل على الناس فقال:
(أيها الناس، إنه لا بأس بأَمر الله، كتاب وقَدَر وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل)، ثم جلس فضُرِبَت عنقه (١) , ثم أَلقي الجنود بجثته في الخندق.
وقد امتدح أَحد شعراءِ اليهود، وهو جبل بن جوال الغطفاني الثعلبي، امتدح ابن أَخطب على موقفه الذي وقفه قبل إعدامه، فقال:
لعمرك ما لام ابن أَخطب نفسه ... ولكنه من يخذل الله يُخذل
لجاهد حتى أَبلغ النفس عذرها ... وقلقل يبغى العز كل مقلقا
ومما تجدر الإشارة إليه، ويُثبت أَن الشر يخرج منه الخير، هو أَن أُم المؤمنين (صفية) هي ابنة هذا اليهودى (حُيَيّ ابن أَخطب تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن قُتِلَ زوجها في معركة خيبر، فكانت (رضي الله عنها) من خيرة أُمهات المؤمنين ومن أَرجحهن عقلا.