قال .. فقامت على باب حجرتها -وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب- فقالت .. يا أبا لبابة، أبشر فقد تاب الله عليك , قالت .. فثار الناس إليه ليطلقوه، فقال، . لا والله حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يطلقنى بيده. فلما مر عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجًا إلى صلاة الصبح أطلقه.
[يمنعه الرسول من التصدق بكل ماله]
وكم كانت فرحة هذا الصحابي الجليل (أبي لبابة) بقبول الله توبته حتى إنه أراد أن ينخلع من كل ماله تكميلًا لتويته فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - .. يجزيك الثلث أن تتصدق به (١).
أما الآية التي نزلت في توية أبي لبابة فهي (كما قال ابن إسحاق) الآية المائة والثلاث من سورة التوبة وهي قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} كما أن القرآن الكريم قد أشار أيضًا (كما يقول ابن إسحاق) إلى الخطيئة التي ارتكبها أبو لبابة.
وهذه الإشارة جاءت (كما قال ابن عباس ونقله عنه ابن إسحاق)
(١) مصدر قصة أبي لبابة .. سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٣٦ وما بعدها، السيرة الحلبية ج ٢ ص ١١٧ وما بعدها، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٩١٩ مابعدها, وجوامع السيرة لابن حزم ص ١٩٣ وما بعدها.