للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (١).

وكذلك أَكد القرآن الكريم للمسلمين وهم عائدون من الحديبية. أَكد لهم أَن ما أَخبرهم به نبيهم من أَنهم سيدخلون مكة حق ولا شك في وقوعه .. وأَنهم لا بد وأَن يدخلوا مكة معتمرين رافعي رؤوسهم (تمامًا) كما أَخبرهم نبيهم، فقال تعالى:

{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} (٢).

كما لفت نظر الذين لم يُدركوا الحكمة من هذا الصلح فكرهوه وعارضوه ... لفت نظرهم إِلى أَن هذا الذي كرهوا حدوثه له مكاسب عظيمة وأَنه فتح وانتصار للجماعة الإِسلامية فقال تعالى:

{فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} (٢).

[تبشير المسلمين بفتح خيبر]

كذلك أَنزل الله تعالى قرآنًا يبشر فيه المسلمين بفتح خيبر وأَنهم سيظفرون بغنائم عظيمة في خيبر.

وأَشار القرآن إلى أَن المخلفين من المنافقين والأَعراب سيحاولون الانخراط في سلك الجيش النبوي الذي سيتحرك (ولابد) لفتح خيبر، وذلك محاولة منهم للمشاركة في المغانم لا في الأَجر والثواب وتثبيت


(١) سورة الفتح الآية ٢٦.
(٢) سورة الفتح الآية ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>