عليه وسلم إلى المدينة حتى أوطأوا من حولهم عليه ودانوا بالإِسلام.
وكان زيد بن ثابت يحدث فيقول: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فكنا نشترى ونبيع ر سول الله صلى الله عليه وسلم يرانا فلا ينهانا.
وقال رافع بن خديج: أقمنا بتبوك المقام فأرملنا من الزاد وقرمنا إلى اللحم ونحن لا نجده، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن اللحم هاهنا، وقد سألت أهل البلد عن الصيد فذ كروا لي صيدًا قريبًا -فأشاروا إلى ناحية المغرب-، فأذهب فأصيد في نفر من أصحابي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ذهبت فاذهب في عدة من أصحابك، وكونوا على خليل، فإنكم تنفرقون من العسكر قال: فانطلقت في عشرة - من الأنصار فيهم أبو قتادة وكان صاحب طرد بالرمح وكنت راميًا فطلبنا الصيد فأدركنا صيدًا، فقتل أبو قتادة خمسة أحمرة بالرمح على فرسه، ورميت قريبًا من عشرين ظبيًا وأخذ أصحابنا الظبيين والثلاثة والأربعة، وأخذنا نعامة طردناها على خيلنا. ثم رجعنا إلى العسكر عشاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنا: ما جاءوا بعد؟ فجئنا فألقينا ذلك بين يديه. فقال: فرقوه في أصحابكم، قلت: يا رسول الله، أنت مر به رجلًا، قال فأمر رافع بن خديج. قال: فجعلت أعطى القبيلة بأسرها الحمار والظبى، وأفرق ذلك حتى كان الذي صار لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظبى واحد مذبوح، فأمر به فطبخ، فلما نضج دعا به - وعنده أضياف - فأكلوا ونهانا بعد أن نعود وقال: لا آمن أو قال: أخاف عليكم.
[من هو الشهيد في سبيل الله]
وفي غزوة تبوك (وهي أهم حدث عسكرى في التاريخ النبوي الحربي) أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم على ملأ من أصحابه أن الشهيد ليس الذي يقتل بالسيف والرمح والنبل في المعركة فحسب، بل إن مرتبة إلى الشهيد ينالها كل من يفارق الحياة وهو في حالة الغزو في سبيل الله، مهما كان السبب الذي في وفاته.