للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معاشنا، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئًا ولو كنتم بصمد وجازان، وسألهم عن (حكيمهم) خالد بن سنان العبسى، فقالوا: لا عقب له، فقال: نبي ضيعه قومه، ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان (طبقات ابن سعد ج ١ ص ٢٩٦).

- ٥ -

[وفد فزارة]

وفزارة من أعظم قبائل غطفان، وسيدها كان عيينة بن حصن الملقب بالأحمق المطاع، قدم وفد فزارة المدينة سنة تسع. قال ابن سعد: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك، وكانت سنة تسع، قدم عليه وفد فزارة بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن حسن والحر بن قيس، وهو أصغرهم، على ركاب عجاف، فجاؤوا مقرين بالإِسلام، وسألهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بلادهم. فقال أحدهم: يا رسول الله اسنتت بلادنا، وهلكت مواشينا، وأجدب جنابنا، وغرت عيالنا، فادع لنا ربك، فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر ودعا فقال: اللهم اسق بلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحى بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مرئيا مربعا مطبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعًا غير ضار، اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق، اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء، فمطرت، فما رأوا السماء ستًّا، فصعد الرسول اعد المنبر فدعا. فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، قال: فانجابت السماء عن المدينة انجياب الثوب. (طبقات ابن سعد ج ١ ص ٢٩٧).

- ٦ -

[وفد بني مرة]

مرة اسم يطلق على عدة قبائل قحطانية وعدنانية، ويظهر أن هذا الوفد هو من مرة بطن عظيم من غطفان العدنانية، بدليل أن رئيسهم كان الحارث

<<  <  ج: ص:  >  >>