للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندما تم إجلاؤهم عن المدينة بموجب اتفاقية الصلح التي تمت بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عقب ضربه الحصار على حصونهم في يثرب بعد اكتشاف مؤامرة الاغتيال التي دبروها لقتله - صلى الله عليه وسلم - عندما كان في ديارهم آمنًا. (١)

ولم يرو أحد من المؤرخين أن يهود خيبر قاموا بتقديم أي عون مادى لإخوتهم يهود يثرب عندما تحول الخلاف بينهم وبين المسلمين إلى نزاع مسلح .. بل ظل يهود خيبر على الحياد حيال هذا النزاع المسلح إلى أن نزل عليهم شيطان بني النضير (حيى بن أخطب) منفيًا وقومه من المدينة في السنة الرابعة من الهجرة.

[التحول الخطير في موقف خيبر]

ففي هذه السنة طرأ تحوّل خطير على موقف الحياد الذي كانت خيبر تلتزمه إزاء النزاعات المسلحة التي نشبت عبر العصور بين المشركين العرب (الأوس والخزرج) وبين يهود يثرب قبل الإسلام، ثم بين هؤلاء اليهود وبين المسلمين بعد بزوغ شمس الإسلام.

[وكر للتآمر على المسلمين]

فلم يكد بنو النضر (بقيادة شيطانهم حيى بن أخطب) ينزلون على خيبر ويستقر بهم المقام فيها حتى تحولت من منطقة حيادية إلى أخطر وكر تحاك فيه الدسائس وترسم فيه خطط التآمر على الإسلام والمسلمين تحت إشراف سادات يهود بني النضير المنفيين من المدينة.

[لمحة من تاريخ بني النضير]

وبالرغم من أننا قد ذكرنا الشيء الكثير عن تاريخ يهود بني النضير في كتبنا الثلاثة (غزوة أُحد) و (غزوة الأحزاب) و (غزوة بني قريظة) إلا أنه يستحسن إعطاء القارئ هنا لمحة عن تاريخ هؤلاء اليهود الذين بنزولهم على خيبر طرأ عليها ذلك التحول الخطر الذي كان سببًا في نسف ما تبقى من الكيان اليهودى الدخيل في جزيرة العرب.

لقد كان بنو النضير إحدى القبائل اليهودية الرئيسية الثلاث التي


(١) انظر كتابنا: غزوة الأحزاب: الفصل الخاص بإجلاء بني النضير.

<<  <  ج: ص:  >  >>