من ألف سنة - وهو رأى صحيح يسنده القرآن الكريم - (١) فأنه يمكن القول. . أن عادًا ملكوا الشام قبل الميلاد بأكثر من عشرة آلاف سنة.
وقد تحدثنا ما أمكننا التحدث عن ملك (عاد) للشام فيما مضى من هذا التمهيد فلنكتف بهذا القدر.
[عهود العمالقة]
ورغم بعض الاضطراب الذي يعترى حديث المؤرخين عن من الذي ملك الشام من العرب يعد هلاك قوم عاد وانتهاء ملكهم فإنَّه يكاد يكون من المؤكد أن جيلًا من العمالقة هم الذين ملكوا الشام بعد (عاد) وأن منهم الشاسو (الهكسوس) الذين يطلق عليهم بعض المؤرخين اسم (الرعاة) الذين غزوا مصر عبر سينا وقهروا المصريين، وأن ملكًا لهؤلاء العمالقة كان في مصر والشام حوالي ٣٥٠٠ ق. م وأن منهم أيضًا ملوكًا كانوا يحكمون الشام حوالي ٢٠٠٠ ق. م.
ويؤكد المؤرخ اليهودى (يوسفوس) أن الشاسو (الهكسوس) هم من العرب الذين جاءوا من الشام (حسبما نقل عن المؤرخ الإِسكندرى مانثون) وغلبوا على مصر وضربوا الجزية على أهلها. وكانوا يصدون محاولات الآشوريين لغزو مصر. وأن هؤلاء الهكسوس (العرب) الذين عبروا سينا إلى مصر من الشام. أقاموا لهم حامية في مصر في الحصون والقلاع بلغت ٢٤٠٠٠٠ جنديًّا.
(١) جاء في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن نبي الله نوح (وهو الجد الرابع لشداد بن عاد ملك الشام قد ظل يدعو قومه تسعمائة وخمسين عامًا {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [العنكبوت: ١٤]. فليس إذن من الخرافة ما أشار إليه المؤرخون الإِسلاميون من أن ملوك عاد كان الواحد منهم يعيش أكثر من ألف سنة ومنهم عاد بن عوص الذي عاش ألفًا ومائتى عام وأنه رأى من صلبه أربعة آلاف ولد (مروج الذهب ج ٢ ص ٤٠ - ٤١) وأن ابنه شداد استمر ملكه تسعمائة عام. فالقرآن يشهد أن جيل عاد لهم من قوة البنية ما ليس لغيرهم من البشر.