الرّهاء، بطن من القحطانية من مذحج، وهم بنو رهاء بن منبه بن حرب بن علة بن جلد ابن مذحج، قدم وفدهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة عشر هـ، وكانوا خمسة عشر رجلًا، وقد زارهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دار الضيافة (وهي دار رملة بنت الحارث) فتحدث عندهم طويلًا، وأهدوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدايا منها فرس، يقال له المرواح، وأمر به فشَوّر بين يديه، فأعجبه، وقد أسلموا وتعلموا القرآن والفرائض، وقد أجازهم كما يجيز الوفود، ثم رجعوا إلى بلادهم، وقدم منهم نفر فحجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة، وأقاموا حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأوصى لهم بحاد مائة وسق بخيبر في الكتيبة جارية عليهم وكتب لهم كتابًا، فباعوا ذلك في خلافة معاوية، وكان من بين الوفد الرهاوى رجل اسمه عمرو بن سبيع أسلم فعقد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - لواءًا، فقاتل بذلك اللواء إلى جانب الأمير معاوية ضد أمير المؤمنين علي في الحرب الأهلية المحزنة.
- ٥٣ -
[وفد غامد]
غامد في الأصل قبيلة يمانية قحطانية من الأزد ووهم بنو غامد واسمه عمرو بن عبد الله، وفد منهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد مكون من عشرة نفر، وذلك في شهر رمضان عام عشر هـ، لمَّا جاؤوا المدينة لسوا من صالح ثيابهم ثم دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلموا عليه وأقروا بالإِسلام، وكتب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا فيه شرائع الإِسلام، وعلمهم أبي بن كعب قرآنا، وأجازهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما يجيز الوفود. فانصرفوا.
أما اليوم فهذه القبيلة القحطانية اليمانية الأصل، تعد من أهم قبائل الحجاز بالمملكة العربية السعودية، وهم كجيرانهم ذوو شهامة وكرم، وتحتل ديارهم مناطق شاسعة في سلاسل الجبال، وتحيط ببلادهم، من الجنوب، بالقرن وبالعربان، ومن الشمال، التلاوة، ومن الغرب زبيد،