٢ - فقد عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - مع هؤلاءِ اليهود معاهدة مكتوبة (١) وقَّع عليها زعماءُ الفريقين: (المسلمون واليهود) التزم فيها الفريقان الدفاع عن الوطن المشترك يثرب (يوم ذاك) ضد أَى اعتداءٍ يأتي من الخارج، سواء كان المقصود بهذا الاعتداءِ اليهود أَو المسلمين.
فقد جاء في البند الرابع والأَربعين من هذه المعاهدة بشأن الدفاع المشترك عن يثرب:
(وأَن بينهم -أَى المسلمين واليهود- النصر على من دهم يثرب).
كما جاء في البند السادس والثلاثين من هذه المعاهدة (أن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة -أي صحيفة المعاهدة- وأنَّ بينهم النصح والبرَّ دون الإِثم).
[اليهود والمسلمون أمة واحدة]
٣ - لقد أكَّد اليهود واعترفوا بتوقيعهم على هذه المعاهدة بأنهم والمسلمين أمة واحدة يجمعهم وطن واحد، يلزمهم ما يلزم كل مواطن إزاء وطنه، مع بقاءِ كل من المسلمين واليهود على دينه حرًّا.
فقد جاء في البند الخامس والعشرين من هذه المعاهدة بهذا الشأْن:(أن اليهود أمة مع المسلمين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم).
(١) انظر بنود هذه المعاهدة مفصلة في كتاب، (الوثائق السياسية) للسيد الدكتور محمد حميد الله ص ١.