وقد احتج اليهود على عملية القطع والحرق احتجاجًا شديدًا، فرفض احتجاجهم، ولم لا يرفض؟ أليست هي الحرب، كما أن بعض المسلمين تحرجوا عندما صدرت الأوامر النبوية بالشروع في القطع والحرق، قال السهيلى .. ووقع في نفوس بعض المسلمين من هذا (أي الأمر بالقطع والحرق) شيء فأنزل الله تعالى مؤيدًا رسوله في هذه العملية قوله تعالى {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}(١).
[مفاوضة اليهود للتسليم]
وهكذا نجحت المناورة إلى قام بها الجيش الإسلامي والتي بدأت بقطع وحرق الردئ من نخيل اليهود، فقد جزع اليهود جزعًا شديدًا، وتأكد لديهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يتركهم حتى يرحلوا عن المدينة، أو يبيدهم بعدما اتضح له منهم من خيانة للعهد ونقض للمعاهدة بتدبيرهم المؤامرة الخبيثة التي كانت تستهدف حياته الكريمة بالذات فشرعوا في المفاوضة.
وقد انتظر اليهود (عبثًا) مسارعة المنافقين وحلفائهم من غطفان لنجدتهم كما وعدهم بذلك رأس النفاق عبد الله بن أبي ولكن بدون جدوى.
فقد خذلهم الله عبد بن أبي وجلس في بيته بعد أن ورطهم.