وبناءً على ذلك قرر مندوبو خزاعة الدخول في عهد المسلمين وأن تدخل خزاعة (مسلمها وكافرها) في عهد المسلمين، وأن تلتزم بمقررات الصلح كجزءٍ من المعسكر الإسلامي.
كما قرر مندوبو بني بكر أن يدخل بنو بكر بن كنانة في عهد قريش وأن يلتزموا بما التزمت به قريش في هذه المعاهدة.
وبدخول كل من القبيلتين في هذا الصلح أصبح كل منهما ملتزمًا بما يلتزم به المعسكر الذي دخل في عهده، كما صار هذا المعسكر مسؤولًا عن كل مخالفة ترتكبها القبيلة التي دخلت في عهده.
[غضب قريش على خزاعة لدخولها في عهد المسلمين]
وقد غضبت قريش على خزاعة وأضمرت لها الشرَّ لدخولها في عهد المسلمين الذين يفصلهم عن منازلها عدة مئات من الأميال، بينما قريش تختلط منازلها بمنازل خزاعة لقرب تجاورهما الشديد.
وقد تجسَّد هذا الغضب القرشي في تصريح أدلى به أحد أركان المفاوضة في الحديبية، وهو (حويطب بن عبد العزّى) قال - مخاطبًا رئيس الوفد سهيل بن عمرو - الذي خزاعة أخواله -: بادأنا أخوالك بالعداوة وقد كانوا يستترون منَّا، قد دخلوا في عهد محمد وعقده.
فقال له سهيل: ما هم إلَّا كغيرهم، هؤلاء أقاربنا ولحمنا قد دخلوا مع محمد، قوم اختاروا لأنفسهم أمرًا فما نصنع بهم؟ .
قال حويطب: نصنع بهم أن ننصر عليهم حلفاءنا بني بكر. قال سهيل: إيَّاك أن تسمع هذا منك بنو بكر فإنهم أهل شؤم، فيقعوا