سوى مفرزة صغيرة قوامها عشرة من المحاربين، جاء يقودهم - والتقى بالرسول - صلى الله عليه وسلم - أثناء الطريق - سيد بني تميم الأقرع بن حابس التميمي.
[استمرار الكتمان في التحرك]
هكذا عبّأ الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - جيشه في (قديد) وكانت التعبئة على أساس قبلي، ما عدا المهاجرين الذين كانت تعبئتهم على غير هذا الأساس. حيث عين لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قادة ثلاثة من كبار المهاجرين القرشيين. لا يمكن أن ينافسهم أحد لسابقتهم. وهم: علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص الزهري.
ورغم اكتمال تعبئة الجيش في قُديد، ورغم اقترابه من منطقة مكة المقصودة بالغزو. فقد ظل الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - ملتزما خطه السرية والكتمان. لا يدرى عامة أصحابه إلى أين هو متجه بالجيش وعلى من سيهجم. إلا أن الناس جميعا أدركوا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا شك - إحدى فئتين فقط، إما قريشًا وإما هوازن، حيث تبين أنه لم يعد - بعد أن وصل بالجيش قُديدًا - من هو ذا شوكة قوية من المشركين في المنطقة سوى هوازن وقريش. ولكن الناس لا يدرى أحد منهم: أيقصد بهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - قريشًا أم هوازن. ولم يعرف الجيش أنه زاحف للسيطرة على مكة وإنهاء الوجود الوثنى فيها إلا بعد أن وصل به الرسول أعلى وادي مَرِّ الظهران (وادي فاطمة).
[الجيش النبوى يتحرك من قديد]
وبعد أن أكمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعبئة جيشه في سهل قُديد. تحرك بالجيش في اتجاه وادي عُسفان وهو وادي شهير لخزاعة يمر به من يقصد مكة أو الطائف من ناحية قُديد القريبة من ساحل البحر الأحمر.
[الطلائع ومقدمة الجيش]
وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد بعث أمامه مفارز من قواته الخاصة منذ خرج