تقتلوهم، وقد كنّا لذلك كارهين، وقد أَبى محمد أَن يرسل من أَسر من أصحابكم حتى ترسلوا أَصحابه، وقد أَنصفنا، وقد عرفتم أَن محمدًا يطلق لكم أَصحابكم فبعثت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمن كان عندهم وكانوا أحد عشر رجلًا، وأَرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم أَصحابهم الذين أُسروا، أَول مرة وآخر مرّة (١).
[بحث بنود الصلح]
بعد عملية تبادل الأسرى بين الفريقين (إن صحَّ هذا التعبير) شرع النبيّ صلى الله عليه وسلم وسهھيل بن عمرو في التفاوض حول البنود التي يجب أن تتضمنها معاهدة الصلح التي وافق الفريقان على إقامتها من حيث المبدإِ.
وقد طال البحث والجدل والأَخذ والردّ والشد والجذب حول الاتفاق على بنود الصلح، كل فريق - دونما شك - يريد بنودًا تكون لمصلحة قومه.
[النبي في حراسة أصحابه]
وقد تعثّرت المفاوضات في كثير من مراحلها، إذ تحوّل النقاش في بعض الأَحيان إلى صخب ولغط حيث كان رئيس الوفد القرشي كلما فشل في إملاء شرط على النبيّ لا يرضاه، رفع صوته غاضبًا، إلى حدّ جعل قائدَي حرس المسلمين (عبّاد بن بشر وسلمة بن سلمة) القائمين