وكان من بين الملوك المرتبطين بتاج بيزنطا داخل ما يسمى بلغة اليوم (الكومنولث) أحد ملوك الغساسنة العظام هو الحارث بن أبي شمر الغساني. الذي كان مقره الجولان (١). وكان هذا الملك العربي المتنصر يحكم (باسم الرومان) منطقة الجولان وبُصرى وكل المناطق الممتدة جنوبا حتى حدود جزيرة العرب.
وكان لدى الحارث بن أبي شمر قسط كبير من الاستقلال كما أن لديه قوات حربية من العرب الغساسنة المتنصرين قدرها بعض المؤرخين بمائة ألف مقاتل.
وكان هؤلاء العرب المتنصرون محاربين ممتازين (كعرب). وزادهم ميزة أن ارتباطهم بتاج الإمبراطورية البيزنطية أكسبهم الشيء الكثير من الفنون والتنظيمات العسكرَية التي يتقنها ويمتاز بها جيش الإِمبراطورية الذي ظل عدة قرون يتنازع السيادة على العالم مع جيوش الإِمبراطورية الفارسية العريقة هي الأخرى في السيادة والملك وذات المهارة الفائقة في القتال.
[اغتيال رسول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك بصرى والجولان]
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بعث إلى ملك بصرى والجولان الحارث بن أبي شمر الغساني. بعث إليه أحد أصحابه بكتاب يدعوه فيه إلى الإِسلام. وهو الحارث بن عمير الأزدي. فاجتاز حدود الشام. وعند قرية (مؤتة) بالبلقاء التقى به شرحبيل بن عمرو الغساني أحد الأمراء العاملين للملك الحارث بن أبي شمر. فقال شرحبيل لرسول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لعلك من رسل محمد؟ قال نعم: فأوثقه شرحبيل رباطا ثم ضرب عنقه صبرا.
فقد روى الواقدي بسنده عن عمر بن الحكم. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحارث بن عمير الأزدي، إلى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل مؤتة
(١) الجولان "بفتح الجيم" قال ياقوت: جبل في الشام ناحية حوران .. وكان موطن ملوك الغساسنة المرتبطين بالإمبراطورية البيزنطية.