للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما قصدت عصبة النفاق (والله) من تضخيم حديث الإفك والتنظيم لإشاعته إلا تفريق كلمة المسلمين بإثارة النزعات بينهم، لأن هذه العصبة الخبيثة تعلم أن إشاعة مثل هذا الحديث الخطير سيكون مثار جدل واختلاف بين المسلمين، يصل بهم إلى درجة التلاحى وإثارة النعرات القديمة مما قد يكون سببًا في إثارة حرب قبلية بين الخصمين القديمين العنيدين (الأوس والخزرج)، ولقد كاد يحدث ذلك فعلًا، وذلك هو الغاية الكبرى التي يهدف إلى تحقيقها حزب النفاق الذي حمل لواء حديث الإفك وقام (بطرق مدروسة ملتوية) بإشاعته، فباعث الحديث هذا (في حد ذاته) هو باعث سياسى خبيث ذو مرامى بعيدة، ويكفى لتأكيد ما نقول أن مطلق شرارة فتنة حديث الإفك، هو رأس النفاق عبد الله بن أبي، الذي منذ وطئت قدما الرسول الأعظم تراب المدينة المنورة، وهو يحيك الدسائس وينظم المؤمرات ضد هذا النبي الكريم والدين القويم الذي جاء به.

[إقامة الحد على المفترين]

وبعد نزول القرآن بتبرئة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أجرى التحقيق مع الذين لهم ضلع في إشاعة حديث الإفك، فلم يثبت التحقيق سوى إدانة ثلاثة نفر .. رجلين وامرأة، وهم حسان بن ثابت)، و (حمنة بنت جحش) و (مسطح بن أثاثة، وقد أُقيم حد القذف على هؤلاء الثلاثة (ثمانين جلدة جلد بها كل واحد منهم).

والغريب في الأمر أن كل الذين تعرضوا لعقاب الجلد ليس بينهم

<<  <  ج: ص:  >  >>