للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة بالمدينة، ثم ذهب فلم يدر أين توجه من الأرض إلى يومه هذا (١).

[ثناء النبي على اليهودي الوفي]

ولقد وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا اليهودى المتعقل (عمرو بن سعدى) بالوفاء، وذلك أنه لما ذكرت له قصة إلقاء الحرس القبض عليه ثم إخلاء محمد بن مسلمة سبيله، قال .. ذاك رجل نجاه الله بوفائه (١).

قال بن إسحاق: وبعض الناس يزعم أن عمرو بن سعدى قد أوثق برمة (٢) فيمن أوثق من بني قريظة عند استسلامهم وأنه نجى من القتل (دون بني قريظة) حيث أصبحت الرمة التي كان بها مربوطًا، ملقاة ولا يدرى أحد إلى أين ذهب. قال ابن إسحاق .. فيزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فيه تلك المقالة: (ذاك رجل نجاه الله بوفائه) أهـ والأول أقرب إلى منطق الإسلام، فلا يمكن أن يعتقل المسلمون رجلًا بقى على عهده وأبى الغدر بهم.

[مقاومة اليهود واشتداد الحصار عليهم]

استمرت قريظة في غيها ورفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها عمرو بن سعدى لحقن دمائها، فاعتصمت بحصونها مصممة على القتال والمقاومة.


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٣٨.
(٢) حبل يتخذ من الصوف أحيانًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>