بلدًا عربيًّا قبل الإِسلام بالآف السنين، فإننا نكتفى بهذا القدر من تاريخ (عاد) تلك القبيلة الجبارة العاتية التي لم تبلغ أمة من الأمم حتى اليوم مثلها في قوة الجسم ومتانة البنية. ومن أراد الاطلاع على تفاصيل تاريخ ملوك هذه القبيلة التي أهلكها الله بالريح الصرصر بعد أن كفرت بالله وكذبت نبيها وأخاها هود (- عليه السلام -) فليرجع إلى مصادر التاريخ الرئيسية مثل الطبري والمسعودى وابن خلدون والدينورى وأمثالهم من أئمة التاريخ.
[العرب هم سكان الشام الأصليون منذ فجر التاريخ]
إنه بعد النظر في مختلف المصادر التاريخية (إسلامية ولاتينية ويونانية وغيرها) تبيّن لنا بكل وضوح أن الشام كانت (وظلت) موطنًا للعرب منذ عهد (عاد الثانية) حتى سيطرت عليها جيوش الإِسلام في عهود الخلفاء الراشدين. وأن أجيالًا من العرب "رغم تقلب الأحوال في الشام وتعاقب الأنظمة المختلفة والمد والجزر للذين تعرض لهما سلطان العرب عبر العصور السحيقة جدًّا في الشام" ظلت هذه الأجيال العربية هي العنصر الأساسي الذي يتكون منه سكان الشام الأصليون، وما الرومان وقبلهم الإِسرائيليون الذين يظن البعض أنهم سكان الشام الأصليين إلا عناصر دخيلة على الشام بأقاليمها الأربعة (فلسطين والأرون وسورية ولبنان) جاءوا، إما مما وراء البحار (كالرومان) وإما مما وراء شرقي نهر الفرات أو غربي سيناء (مصر الفرعونية) كالإِسرائيليين.
فترات حكم العرب للشام قبل الميلاد وبعده. قبل الإِسلام
لقد استدرجنا البحث والتنقيب في مختلف المصادر عن تاريخ العرب في الشام قبل الميلاد وبعده - قبل الإِسلام - إلى أن نؤلف كتابًا خاصًّا بهذا الشأن اسمه (العرب في الشام قبل الإِسلام) ذكرنا فيه بالتفصيل كل ما عثرنا عليه من معلومات على الوجود العربي في الشام منذ أقدم العصور ابتداء بعهد عاد الثانية حتى ملوك الغساسنة الذين كانوا آخر من حكم الشام من العرب (باسم الرومان) قبل الإِسلام.