وصار قادة هذه الفرق من الفرسان يجولون بخيلهم بانتظام وحسب تكتيك معين وفق خطة مرسومة، وكانوا يديمون الجولان والتحفز حول المضايق من الخندق، التي يتصورون أنه بإمكانهم السيطرة عليها من الجانبين عن طرق قفز الخندق بأعداد كبيرة من فرسانهم، في أماكن متقاربة، بحيث يمكنهم (إذا ما نجحوا من القفز بأعداد كبيرة من الخيل) أن يقيموا الجيش من فرسانهم نقطة ارتكاز قوية على مشارف الخندق في مناطق معينة من ناحية المدينة.
وبهذا يسيطر سلاح فرسانهم على مناطق استراتيجية من الخندق تكون تحت حراستهم من الجانبين، ويقوم سلاح الفرسان الذي يتمكن من احتلال مناطق معينة ناحية المسلمين بالصمود في وجه المسلمين إذا ما أرادوا إجلاءهم عن هذه المناطق.
وبتنفيذ هذه الخطة يتمكن رجال الأحزاب -تحت حراسة سلاح الفرسان المتمركزين على مشارف الخندق من ناحية المدينة- من ردم مناطق ضيقة من الخندق قد حددت، وبردم هذه المناطق يتمكن مشاة الأحزاب (الذين يشكلون أكثرية جيوشهم) من عبور الخندق بسهولة إلى حيث يعسكر المسلمون.
وبهذا يتمكن قادة الأحزاب من التعجيل بالمعركة الفاصلة كما يريدون.
فقد كان لدى قادة الأحزاب ما يشبه اليقين بأن الغلبة ستكون لهم على المسلمين (وخاصة بعد انضمام يهود بني قريظة إليهم وتهديدها للمسلمين من الخلف) إذا ما التحمت جيوشهم الضخمة الهائلة مع جيش