للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك بن عوف النصرى. قالوا: يا رسول الله، هرب فلحق بحصن الطائف مع ثقيف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخبروه أنه إن كان يأتي مسلمًا رددت عليه أهله وماله، وأعطته مائة من الإِبل. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر بالحجز التحفظى على أموال مالك بن عوف وأهله، وأن لا تجرى عليهم قسمة الغنائم كغيرهم.

فحفظت أموال القائد مالك بن عوف وأهله بمكة عند عمتهم، أم عبد الله بنت أبي أمية. فلما أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالحجز التحفظى على أموال القائد مالك وأهله. قال وفد من هوازن: يا رسول الله أولئك سادتنا وأحبتنا الينا. فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: إنما أريد بهم الخير.

فلما بلغ ملك هوازن وقائدها ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - بشأنه، وما وعده به من خير إن هو دخل في الإسلام، وأن أهله وماله موقوف لم يجر عليه سهم القسمة، قرر أن يلتحق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ويعلن إسلامه، ولكنه خاف أن تعلم ثقيف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال ما قال بشأن مالك وماله وأهله فيحبسونه منعًا له من اللحاق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.

لذلك تكتم على الخبر وقرر أن يغادر الطائف سرًّا، فطلب ممن يثق به أن يهيئ له راحلة فيضعها له جاهزة في مكان يقال له: دحنا (١) ثم أمر بفرسه فجاءه به أحد أتباعه ليلًا فخرج من حصن الطائف (خلسة) ثم امتطى صهوة جواده، فركضه حتى أتى دحنا، ومن هناك كب على بعيره فلحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء، رد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أهله وماله، ثم أعطاه مائة من الإِبل. وهنا أسلم مالك فحسن. إسلامه (٢).

[قائد المشركين يتحول إلى قائد المسلمين.]

وبعد أن أسلم القائد مالك بن النصرى الذي قاد معركة حنين الفاصلة ضد الجيش النبوي، وبعد أن اطمأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى إسلامه، ولّاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - على من أسلم من قومه من هوازن وفهم، وجعله قائدًا عسكريًا يجاهد


(١) دحنا: مخلاف من مخاليف الطائف.
(٢) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٥٤ - ٩٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>