للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين لم يشهدوا بدرًا - وبمجرد استماعه إلى حديث الحيسمان عن الهزيمة أكد للحاضرين أنه مجنون، وليؤكد ذلك، قال لهم، اسأَلوه عنى إن كان يعقل؟ ؟ فقالوا له ما فعل صفوان بن أمية؟ .

قال، هو ذالك جالس في الحجر، وقد رأَيت أَباه وأخاه حين قتلا. فأُسقط في أيدى أهل مكة، وهاج الناس وماج بعضهم في بعض من هول الصدمة، وزاد الأَمر تأْكيدًا أن قدم أبو سفيان بن الحارث (١)، وهو أحد القادة الذين أداروا دفة القتال ضد النبي يوم بدر، فأيد ما أذاعة الحيسمان عن هزيمة الجيش المكي.

[وقع الهزيمة على نفس أبي لهب]

قال أبو رافع (٢) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال كنت رجلًا ضعيفًا أعمل الأقداح، أَنحتها في حجرة زمزم، فوالله إني لجالس إذ أقبل أَبو لهب (عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وهو يجر رجليه بہشر، حتى جلس على طنب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري.

فبينما هو جالس، إذ قال الناس هذا أبو سفيان بن الحارث قد قدم،


= يسلم، ثم أسلم وحسن إسلامه، كان من كرماء الجاهلية وفصحائها، شهد معركة اليرموك وكان قائد أحد الكراديس، مات بالمدينة في اليوم الذي قتل فيه عثمان.
(١) هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة أرضعتهما حليمة السعدية، كان ممن يؤذى النبي ويهجوه، وكان شديد الأذى للمسلمين، أسلم عام الفتح، وشهد معركة حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن ثبت مع الرسول، مات سنة خمس عشرة من الهجرة وقيل سنة عشرين.
(٢) كان أبو رافع عبدًا لسعيد بن العاص بن أمية، فأعتق كل من بنيه نصيبه فيه إلا خالد بن سعيد فإنه وهب نصيبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، فكان أبو رافع يقول أنا مولى رسول الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>