للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - حتى شاط (١) في رماح القوم.

وقال ابن سعد في طبقاته الكبرى: فمضى المسلمون إلى مؤتة ووافاهم المشركون فجاء منهم ما لا قبل لأحد به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب، فالتقى المسلمون والمشركون، فقاتل الأمراء يومئذ على أرجلهم. فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل. وقاتل المسلمون معه على صفوفهم. حتى قتل طعنا بالرماح. رحمه الله.

ومثل هذا القول. ذكره باقي المؤرخين.

[مصرع جعفر بن أبي طالب]

وكما هي تعليمات الرسول الأعظم والقائد الأعلى للجيش. كان جعفر بن أبي طالب مكلفًا بأن يخلف زيد بن حارثة في قيادة الجيش إذا ما استشهد زيد.

ولذلك كان جعفر ملازما (أثناء القتال) للقائد العام زيد بن حارثة استعدادا لتولى منصب القائد العام إذا ما أصيب زيد أثناء القتال.

وفعلا. فعندما استشهد القائد زيد بعد أن شاط في رماح العدو. سارع جعفر واستلم علم الجيش من يد زيد قبل أن يقع على الأرض. وبهذا تولى (تلقائيا) مسئولية القائد العام للجيش فقاد المسلمين وقاتل الرومان قتالا ضاريًا .. حتى أذهلهم.

[جعفر يعقر فرسه]

وكان جعفر يقاتل على فرس له شقراء فاقتحمت به أتون المعركة المضطرم وعلم الجيش في يده. والمسلمون خلفه يقاتلون بضراوة واستماتة.

وعندما تسلم جعفر بن أبي طالب القيادة. أقحم فرسه وسط حشود


(١) شاط الرجل إذا سال دمه فمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>