للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرد هوذة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب قال فيه: "ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله وأنا شاعر قومى وخطيبهم، والعرب تهاب مكانى، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك" (١).

وقال ابن الأثير كان هوذة بن علي نصرانيًّا، فلما جاءه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوه إلى الإِسلام. أرسل إليه وفدا يخبره بأنه يقبل الدخول في الإِسلام شريطة أن يجعل له الأمر من بعده. فلما تبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الشرط. رفضه قائلا: (لا ولا كرامة اللهم اكفنيه فمات بعد قليل) (٢).

وذكر أن هوذة هذا كان عنده عظيم من عظماء النصارى حين رد على كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بما رد. فقال له: لم لا تجيبه قال: أنا ملك قومى ولئن اتبعته لم أملك.

فقال: بلى والله لئن اتبعته ليملكنك، وأن الخيرة لك في اتباعه. وإنه النبي العربي الذي بشر به عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وإنه لمكتوب عندنا في الإِنجيل، محمد رسول الله (٣).

إسلام ملكى عُمان

أما ملكا عمان الأخوان. جيفر وعبد ابنا الجلندى. فقد كتب إليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع عمرو بن العاص كتابًا قال فيه "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله إلى جيفر وعبد ابنى الجلندى، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوكما بدعاية الإِسلام، أسلما تسلما، فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيًّا ويحق القول على الكافرين، وإنكما إن أقررتما بالإِسلام وليتكما وإن أبيتما أن تقرا بالإِسلام فإن ملككما زائل عنكما، وخيلى تحل بساحتكما وتظهر نبوتى على ملككما" (٤).

وذكر المؤرخون وأصحاب الحديث. أن عمرو بن العاص قد أقنع


(١) الوثائق السياسية ص ١٠٩.
(٢) الكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٤٦٢.
(٣) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٧٦.
(٤) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٧٤ والوثائق السياسية ص ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>