للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفعلًا سافرت أول قافلة قرشية إلى الشام عبر هذا الطريق الجديد، وقد سافرت هذه القافلة بقيادة صفوان بن أمية، يرافقه أبو سفيان بن حرب وغيره من قادة قريش.

[استخبارات الرسول تكشف القافلة]

وقد علم أحد رجال استخبارات الجيش الإسلامي خبر سفر هذه القافلة، فسارع إلى إبلاغ القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأطلعه على تفاصيل الخطة الجديدة التي رسمتها قريش لمعاودة تجارتها مع الشام.

والذي نقل تفاصيل الخطة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو سليط بن النعمان (١) وذلك أنه حضر مجلسًا للشراب في المدينة (وذلك قبل أن تحرم الخمر) ضم هذا المجلس (في حي اليهود) كنانة بن أبي الحقيق اليهودى، ونعيم بن مسعود (٢) وسليط بن النعمان هذا، وكان نعيم على دين قومه،


= ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، وكان ممن هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مدحه فقبل منه، وقد أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضًا باليمامة تغل أربعة آلاف، وذكر ابن حبان أن فرات هذا من أعرف الناس بالطرق، ولذلك اختارته قريشًا ليكون دليلها في طريقها الجديد.
(١) لم أعثر له على ترجمته.
(٢) هو نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي، صحابي جليل، كان في الجاهلية نديم يهود بني قريظة، أسلم في إحدى الليالى التي كانت الأحزاب (بقيادة أبي سفيان) تحاصر فيها المدينة وذلك سنة ٥ هـ وقد كان نعيم هذا يعمل ضد النبي (ضمن جيش الأحزاب) فهداه الله للإسلام فأسلم ثم اتصل بالنبي (دون أن يعلم اليهود أو الأحزاب) بإسلامه، ووضع نفسه في خدمة الرسول، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم، إنما أنت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت، فإن الحرب خدعة، فقام رضي الله عنه بدور هام في التفرقة بين قادة الأحزاب وقادة بني قريظة مما كان له أكبر الأثر في تنازعهم وعدم ثقتهم ببعضهہم البعہض الأمر الذي جہعل أبا سفيان قائد الأحزاب، يسارع بالانسحاب وفك =

<<  <  ج: ص:  >  >>