وقد استولى جيش المدينة على عشرين بعيرًا كانت محملة تمرًا وشعيرًا وتبنا، أرسلها اليهود لقريش مددًا وتقوية، فصادرها المسلمون وأتوا بها إلي الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - فخفف الله بها من ضائقة المجاعة التي كان المسلمون فيها.
وكان الذي استولى على هذه القافلة دورية مسلحة من الأنصار كان قد خرج رجالها ليدفنوا ميتًا منهم في المدينة فصادفوا هذه القافلة، ولما بلغ أبا سفيان خبر استيلاء جيش المدينة على قافلة التموين هذه قال: . إن حيى بن أخطب لمشؤوم قطع بنا، ما نجد ما نحمل عليه إذا رجعنا (١).
[نشاط خيل المشركين]
ولقد تزايد نشاط خيل المشركين، فكانت هذه الخيل تطوف بأعداد كبيرة كل ليلة حول الخندق حتى الصباح، فتخلفها أعداد أخرى طول النهار حتى الليل، وأصحابها يطمعون في أن يأخذوا المسلمين على حين غرة، مما جعل البلاء يشتد والجهد ينال منهم إلى قرب درجة الإعياء.
فقد أجبرهم (في ليالى الخندق الأخيرة) نشاط خيل المشركين المتزايد حول الخندق على السهر (طول الليل) حتى الصباح، وذلك للقيام بأعمال الدورية لحراسة مشارف الخندق خوفًا من أن تأخذهم خيل العدو على حين غرة. .