للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انسل رجل الاستخبارات النبوية (عبد الله بن أبي حدرد) من بين الجموع الزاخرة من هوازن واتجه صوب مكة حيث يقيم - صلى الله عليه وسلم - بعسكره بعد الفتح.

[التقرير عن حالة هوازن الحربية]

وعندما وصل رجل الاستخبارات ابن أبي حدرد إلى مكة قدم للرسول والقائد الأعلى للجيش تقريرًا شفويًا مفصلًا عن جيش هوازن، وما يقوم به من استعداد لحرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ضمن التقرير الذي قدم إليه عن وضع هوازن العسكري -أنها قد حشدت عشرين ألف مقاتل، ولا شك أنه تلقى ضمن هذا التقرير أن هوازن قد قررت عدم الانتظار في ديارها وقمم جبالها، بل استجابت لغرور قائدها اليافع مالك بن عوف، فقررت القيام بغزو المسلمين في مكة نفسها. وأنها قد عسكرت بوادى حنين. ولذلك سارع النبي - صلى الله عليه وسلم - وبأقصى سرعة إلى الخروج من مكة بالجيش ليكون صدامه مع هوازن الغازية خارج مكة. حتى إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - (لخطورة الوضع) كما يقول الواقدي تحرك من مكة بجيشه ثانى يوم عيد الفطر. كما سيأتي تفصيله فيما يلي من هذا الكتاب إن شاء الله.

قال ابن إسحاق ولما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم (أي بهوازن) بعث إليهم عبد الله بن أبي حدرد، وأمره أن يدخل في الناس، فيقيم فيهم، حتى يعلم علمهم ثم يأتيه بخبرهم، فانطلق ابن أبي حدر فدخل فهم حتى سمع وعلم ما قد جمعوا له من حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمع من مالك (ابن عوف) وأمر هوازن وما هم عليه، ثم أقبل حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر (١).

[تحرك هوازن صوب مكة]

هكذا بعد أن أكملت هوازن تجهيزها واكتمل حشد القسم الأكبر من جيشها في أعاليها تحرك بها ملكها الشاب (مالك بن عوف) صوب مكة لمنازلة المسلمين فيها قبل أن يسيروا إليه هم منها.


(١) ج ٤ ص ٨٢ - ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>