ثروات ويتحكمون فيها اقتصاديًا، ولا ينكر أحد نفوذ المال وسلطانه القاهر.
[اليهود في خيبر]
مما لا جدال فيه أن منطقة خيبر (الواقعة شمال شرقي المدينة) تضاهى يثرب من حيث الوجود اليهودى وكثرة هذا العنصر الدخيل وسيطرته على تلك المنطقة الزراعية الخصبة، كما أنه مما لا جدال فيه أن هؤلاء اليهود كانوا قد استعمروا مقاطعة خيبر واستولوا عليها قبل ظهور الإسلام بعدة قرون.
إلا أنه لا يستطع أحد (كذلك الجزم بصفة قاطعة) متى كان وصول اليهود إلى خيبر: هل هو قبل الميلاد أم بعده، فقد اختلفت المصادر بهذا الصدد.
فبينما يذكر ابن خلدون في تاريخه الكبير (العبر: المجلد الثاني، القسم الأول ص ١٦٨) أن تاريخ الوجود اليهودى في خيبر هو نفس التاريخ الذي نزل فيه اليهود يثرب حيث يذكر أنهم من نفس الغزاة الذين جاءوا إلى أرض الحجاز فأبادوا العمالقة في الحجاز ثم استقروا في خيبر كما استقر إخوانهم في يثرب، بعد أن منعهم بنو إسرائيل من دخول الشام بعد وفاة نبي الله موسى لإبقائهم على أسير واحد من العماليق لم يقتلوه وحلفوا أن لا يدخلوها، فعادوا على تعبيتهم إلى الحجاز وسكنوا منازل العمالقة الذين أبادوهم قبل الميلاد بأكثر من ألف سنة. بينما يذكر ابن خلدون هذا نرى الدكتور جواد على يذكر في كتابه تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٦ ص ١٧ أن يهود خيبر هم من نسل (ركاب المذكور في