للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغه أن عثمان بن عفان قد قتل، فجلس في رحالنا ثم قال: إن الله أمرني بالبيعة. قالت: فأقبل الناس يبايعونه في رحالنا حتى تدارك الناس فما بقى لنا متاع إلا وطئ، فبايع رسول الله الناس يومئذ. قالت: فكأني أنظر إلى المسلمين قد تلبسوا السلاح -وهو معنا قليل-، إنما خرجنا عمّارًا، فأنا أنظر إلى غزيّة بن عمرو (كان زوجها) وقد توشّح بالسيف، فقمت إلى عمود كنا نستظل به فأخذته في يدي، ومعي سكين قد شددته في وسطي، فقلت: إن دنا مني أحد رجوت أن أقتله. فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ يبايع الناس وعمر بن الخطاب آخذ بيده فبايعهم على ألا يفرّوا. وقال قائل: بايعهم على الموت. ويقال: أول الناس بايع: سنان بن أبي سنان بن محصن (١) فقال: يا رسول الله، أبايعك على ما في نفسك. فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس على بيعة سنان بن أبي سنان (٢).

[النبي يبايع عن عثمان]

ولما كان عثمان بن عفان غائبًا في سفارته إلى قريش بمكة، بايع عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فضرب بإحدى يديه على الأخرى (٣).

وقال ابن برهان الدين: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين بايع عن عثمان:


(١) هو سنان بن أبي سنان بن محصن الأسدي، أخو عكاشة بن محصن الأسدي، قال ابن حجر في الإصابة: شهد سنان بدرًا، كان سنان هذا أول من كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتحركات طليحة بن خويلد الأسدي المشبوهة، مات سنان سنة ٣٢ هـ.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٦٠٣ وما بعدها.
(٣) انظر سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>