قال ابن إسحاق .. وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمرى ورجل من الأنصار فلم ينبئهما بمصاب القوم إلا الطير تحوم على العسكر.
فقال: والله إنَّ لهذا الطير لشأنًا، فأقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري لعمرو ن أمية .. ما ترى؟ .
قال أرى أن نلحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنخبره الخبر، فقال الأنصاري لكنى ما كنت لأرغب بنفسى عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو -يعني رئيس الوفد- وما كنت لتخبرنى عنه الرجال، ثم قاتل القوم حتى قتل.
وقاتل عمر بن أُمية الضمرى حتى وقع أسيرًا، فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجزَّ ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أُمه، وقد كان المشركون قد عرضوا على رئيس الوفد الأمان فقالوا .. إن شئت أمناك فأبى ثم قاتلهم حتى قتل.
[وقع الكارثة في المدينة]
وقد تلقت المدينة نبأ هذه الفاجعة بحزن شديد لا يقل عن حزن كارثة أُحد، وقد كان لها في نفس رسول الله أبلغ الأثر، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - حينما بلغه نبأ الكارثة - هذا عمل أبي براء - يعني عامر بن مالك الذي اقترح عليه إرسال هذا الوفد من القراء - قد كنت لهذا كارهًا متخوفًا.
وروى ابن سعد في طبقاته الكبرى عن أنس بن مالك، قال: