للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله الذي هداك للإِسلام، إن الإِسلام يجب ما كان قبله. وأما هبيرة بن أبي وهب فقد أقام بنجران حتى مات مشركًا، وأسلمت زوجته أم هانئ بنت أبي طالب بمكة (١).

[هروب حويطب بن عبد العزى وإسلامه]

أما حويطب بن عبد العزى (٢) فقد كان أيضًا من سادات قريش وأركانها، كان أحد أعضاء الوفد القرشي في مفاوضات صلح الحديبية التاريخي، وكان من أشد المناوئين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان حويطب ثالث ثلاثة وقعوا "نيابة عن مشركي مكة" وثيقة الصلح بين المسلمين والمشركين في الحديبية.

لم يكن حويطب من الزعماء المشركين المطلوبين الذين صدر الحكم بإعدامهم يوم الفتح، ولكنه أيضًا "رغم ذلك" خاف على نفسه القتل، رغم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أصدر تعليماته المشددة بأن لا يقتل الجيش أحدا من أهل مكة إلا النفر الذين قضى بإعدامهم! وهم لا يتجاوزون العشرة على أكبر تقدير لم ينفذ حكم الإعدام إلا في ثلاثة منهم، أما الباقون فقد شملهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعفوه".

هرب حويطب يوم الفتح فخرج من مكة مستخفيًا، فبصر به أبو ذر الغفاري (وكان صديقًا له في الجاهلية) فلما رآه أبو ذر ناداه وهدأ من روعه، وطلب منه العودة إلى مكة وتعهد له بأنه سيكون في أمان من أي سوء.

فقد ذكر المؤرخون أنه لما كان يوم فتهح مكة هرب حويطب بن عبد العزى حتى انتهى إلى حائط (٣) عوف فدخل هناك، وخرج أبو ذر لحاجته وكان داخله، فلما رآه هرب حويطب فناداه أبو ذر. تعال أنت آمن.


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٤٨.
(٢) انظر ترجمة حويطب بن عبد العزى في كتابًا (صلح الحديبية).
(٣) الحائط هنا البستان.

<<  <  ج: ص:  >  >>