للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الواقدي: ثم إن قريشًا بعثوا سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزّى ومكرز بن حفص، فلما نظرت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزّى ومن كان معه وعيون قريش (١) إلى ما رأت من سرعة الناس إلى البيعة وتشميرهم للحرب، اشتد رعبهم وخوفهم وأسرعوا إلى القضيّة، فرجع حويطب بن عبد العزّى وسهيل بن عمرو ومكرز بن حفص إلى قريش، فأخبروهم بما رأوا من سرعة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البيعة، وما جعلوا له.

فقال أهل الرأي منهم: ليس خيرًا من أن نصالح محمدًا على أن ينصرف عنَّا عامه هذا ويرجع قابل، فيقيم ثلاثًا وينحر هَدْيه وينصرف ويقيم ببلدنا ولا يدخل علينا. فأجمعوا على ذلك، فلمّا أجمعت قريش على الموادعة والصلح بعثوا سهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العُزَّى ومكرز بن حفص وقالوا (لسهيل رئيس الوفد). إئت محمدًا فصالحه، وليكن في صلحك: لا يدخل في عامه هذا، فوالله لا يتحدّث العرب أنك دخلت (لعله: أنه دخل علينا عنوة) (٢).

[سهيل بن عمرو النجم اللامع]

ك ان سهيل بن عمرو من النجوم اللامعة بين سادات قريش في العقل والحلم والرزانة وأصالة الرأي وبعد النظر.

ولهذا كانت قريش تدّخره للقضايا المعقَّدة وتفزع إليه لحلّ المعضلات، لذلك لمّا تعقدت مشكلة الحديبية ووصلت إلى انفجار


(١) العيون هنا: الجواسيس.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٦٠٢, ٦٠٤, ٦٠٥ نشر جامعة أكسفورد.

<<  <  ج: ص:  >  >>