للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أُسقط في أيدى هؤلاء اليهود والمنافقين، عندما رأَوا طلائع الجيش المحمدى المنتصر تزدحم بها طرقات المدينة، وأمامها يساق أَسرى البغي والعدوان مقرَّنين في الأَصفاد، تعلو وجوههم ذلة الهزيمة.

وقد كاد اليهود والمنافقون يتهمون أبصارهم عندما رأَوا سهيل بن عمرو، وعمرو بن أبي سفيان والعباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث، والوليد بن الوليد وغيرهم من سادات مكة وقادتها، قد شدت أيديهم إلى الوراء يتعثرون في خطاهم بين أفواج أَسرى الشرك.

حقًّا لقد كانت النهاية التي انتهت بها معركة بدر، حدثًا خطيرًا اهتزت له الجزيرة العربية من أقصاها إلى أَقصاها.

[الرسول المنتصر يدخل المدينة]

وقبل وصول الأسرى مع طلائع الجيش إلى المدينة بيوم واحد دخلها صلى الله عليه وسلم يحيط به قادة جيشه وهيئة أَركان حربه.

وقد استقبلته المدينة استقبالا رائعًا، أما اليهود والمنافقون فقد اسودت وجوههم واستبد بهم الغل والحقد فأفقدهم رشدهم وأذهب صوابهم.

[معاملة الأسرى]

أما الأسرى فقد فرقهم النبي على جماعته وأوصى بهم خيرًا.

قال أبو عزيز وهو أحد الأسرى، وأَخو مصعب بن عمير , حامل لواء المسلمين يوم بدر .. قال: كنت في رهط من الأنصار حتى أقبلوا من بدر، فكانوا، إذا قدّموا غداءهم وعشاءهم، خصونى بالخبز وأكلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>