للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سرية الخبط (١) شهر رجب سنة ثمان للهجرة

من الحملات العسكرية التي قام بها جيش الإِسلام عقب غزوة مؤتة وقبل فتح مكة. سرية قادها أبو عبيدة بن الجراح إلى ديار جهينة على ساحل البحر الأحمر.

فقد استدعى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة بن الجراح وعقد له لواء القيادة على ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار. فيهم عمر بن الخطاب. وأمره بأن يتوجه بسريته للإِغارة على جُهينة التي كانت حتى ذلك العهد تدين بالوثنية. وكانت منازلهم المقصودة بالإِغارة على بعد خمس ليال من المدينة.

ومن الجدير بالذكر أن رجال هذه السرية كانوا كلهم من المشاة. ولم يكن لديهم من الخيل أو سلاح النقل سوى عدة جال. يحملون عليها زادهم (٢).

ولم يذكر أحد من المؤرخين (فيما بلغني) أن سرية أبي عبيدة خاضت أيّ قتال ضد قبيلة جُهينة. إلا أن سياق المؤرخين يدل على أن أبا عبيدة وصل برجاله إلى ديار جُهينة. حيث جاس خلال المناطق الساحلية على بحر القلزم (البحر الأحمر) وهي مناطق تابعة لجُهينة.

ويذكر المؤرخون أن رجال السرية المذكورة قد نفد زادهم قبل أن يصلوا إلى منازل جهينة حتى أنهم (لشدة الفاقة) يأكلون الخبط الذي باسمه سميت السرية.

قالوا: فأكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مشرة (٣) حتى أن شدق أحدهم


(١) الخبط (بفتح أوله وثانيه) قال في القاموس المحيط ورق ينفض بالمخابط ويجفف ويطحن ويخلط بدقيق أو غيره ويوخف بالماء وقد سميت هذه السرية باسم سرية الخبط. لأن الجيش أصابه الجوع حتى صار يأكل ورق الخبط.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٧٤.
(٣) جاء في القاموس المحيط: المشرة بفتح الميم وكسر الشين شبه خوصة تخرج في العضاة وفي كثير من الشجر والأغصان الخضر الرطبة قبل أن تتلون بلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>