وقد ندم أبو حذيفة رضي الله عنه على ما بدر منه، وكان يقول دائمًا - ما آمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ، ولا أزال منها خائفًا إلا أن تكفرها على الشهادة، فقتل شهيدًا يوم اليمامة رضي الله عنه.
[الاعتراف بالجميل لغير المسلم]
وقد نفذت تعليمات الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم يقتل أحد من بني هاشم في جيش المشركين، ولكن الرسول إذا كان قد أمر بعدم قتلهم، فإنه لم يمنع المسلمين من أسرهم ووضعهم في القيود، فقد أُسروا جميعهم وسيقوا في القيود مع الأَسرى إلى المدينة.
أما أبو البحتري بن هشام - وهو غير هاشمي - فقد نهى الرسول عن قتله، اعترافًا بفضله وتقديرًا لمواقفه المشرفة التي وقفها أيام محنة الإسلام في مكة، قبل الهجرة، حيث لم يصدر منه أي إيذاءٍ للرسول - صلى الله عليه وسلم - بل كان على رأس النفر من عقلاء المشركين الذين عملوا على تحطيم الحصار الاقتصادي الذي ضربته قريش علي بني هاشم وبني المطلب في الشعب، فقد كان أبو البحترى هذا في مقدمة الرجال الذين استنكروا هذا الحصار، وعملوا على تمزيق الصحيفة التي علَّقها أعداءُ محمد - صلى الله عليه وسلم - في جوف الكعبة، بعد أن وقَّعت عليها جميع قبائل قريش بمقاطعة بني هاشم وبني المطلب اقتصاديًا واجتماعيًا، لوقوفهم (قبليًا) بجانب النبي، كما هو مفصل في أول هذا الكتاب.
[مقتل أبي البحترى]
ولكن أبا البحتري النبيل هذا قد قتل في المعركة بالرغم من الأوامر