للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد ارتقيت مرتقًا صعبًا

وبينما عبد الله بن مسعود (١) يبحث مع الباحثين، إذا به يجد دعامة الشرك مجندلا وبه آخر رمق، فاقترب منه، وبعد أن وضع رجله على عنقه ليحتز رأسه قال له:

هل أخزاك الله، يا عدو الله؟ ؟

فقال أبو جهل، وبما أخزاني، أأعمد من رجل قتلتموه؟ ؟ (٢).

أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ ؟ !

فقال ابن مسعود، لله ولرسوله وللمؤمنين.

فقال أبو جهل لابن مسعود - وكان باركًا على صدره ليحتز رأسه - لقد ارتقيت مرتقًا صعبًا يا رويعي الغنم - وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة.

[فرعون هذه الأمة]

وبعد أن وضع ابن مسعود رأس أبي جهل بين يدي الرسول، قال له، هذا رأس عدو الله أبي جهل بن هشام فقال النبي - آلله الذي لا إله


(١) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن, صحابي شهير، كان من أكابر الصحابة علمًا وعقلا وورعًا، ومن السابقين الأولين في الإسلام، وهو من أهل مكة، كان أول من جهر في مكة بقراءة القرآن، كان خادمًا مخلصًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وصاحب سره (سكرتيره بلغة هذا العصر) ورفيقه في حله وترحاله، وغزواته، وكان يدخل عليه في كل وقت، وكان قصيرًا جدًّا، بحيث يكاد الجلوس يوارونه، تولى وظيفة بيت المال في الكوفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم توفي رضي الله عنه في خلافة عمان نحو ستين عامًا.
(٢) أأعمد من رجل قتلتموه يعني بها: وهل أعظم من رجل قتله قومه؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>