محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين لفهمهم الصحيح لمعنى الجهاد في سبيل الله يتحولون إلى أعاصير في هجماتهم. وإلى جبال رواسى في دفاعهم.
[معركة مؤتة تستمر سبعة أيام]
فبدلا من أن يجهز الجيش الروماني على المسلمين خلال عدة ساعات (كما كان قادته يتوقعون) قوبل الرومان بما أذهلهم وكاد يزيغ عقولهم من مقاومة الجيش الإسلامي الصغير الذي لاقى أعداءه وقاتلهم قتالًا مريرًا ضاريًا. جعل المعركة الطاحنة تستمر سبعة أيام كاملة (١).
وهو أمر ما كان قادة الجيش الروماني يتصورون أنه سيحدث .. إذ حددوا وقتا للمعركة لا يزيد على بضع ساعات خلالها إما تتم إبادة الجيش الإسلامي وإما أن يقع كل رجاله أسرى في يد الجيش الروماني .. ولم لا؟ ؟ أليس جحافل الرومان الزاحفة تبلغ مائتى ألف مقاتل وعساكر الإسلام المدافعة التي لا تزيد على ثلاثة آلاف مقاتل؟ .. بلى.
ولكن المواجهة التي واجه بها المسلمون الحشود الرومانية الهائلة الزاحفة. ما كان قادة الجيش الروماني (وهم يضعون خطة المعركة) يتوقعون أنها ستكون على هذا المستوى من الصمود والثبات والشراسة والضراوة.
فقد ثبت المسلمون على مشارف (مؤتة) وقاتلوا أعداءهم قتالا شرسا مريرا ضاريًا. أوقفوا به تقدم الجيش الروماني الزاحف.
فاحتدم القتال وقام المسلمون (على قلتهم) بهجوم معاكس أتوا فيه بالعجائب. فصرعوا عدة مئات من أفراد الجيش الروماني وأتباعه. بعد أن خالطوهم في هجمات صاعقة.