للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلا يقال له: ما لك. وهو من قبيلة بلى (١).

[هل الملك هرقل هو الذي قاتل المسلمين في مؤتة]

كما أن الرومان أنفسهم قد حشدوا "لمقاتلة المسلمين" أيضًا مائة ألف رومانى احتشدوا تحت قيادة الإمبراطور "هرقل نفسه" الذي عسكر هو الآخر في بلدة "مآب" (٢). وبعض المؤرخين يذكرون أن الذي زحف بالمائة الألف الروماني لملاقاة المسلمين هو تيودور أخو الإمبراطور "هرقل" وهذا أقرب إلى الصواب. لأن الملك "هرقل" تدل تصرفاته "منذ جاءه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - " على أنه لا يرى مقاومة المسلمين. وإنما يرى الدخول في دينهم أو إعطاءهم الجزية. كما جاء ذلك مفصلًا في تاريخ الطبري.

[توقف المسلمين في معان للتشاور]

أما الجيش الإسلامي. فقد واصل التحرك من وادي القرى فاجتاز حدود الجزيرة عند تبوك وتوغل في أراضى الشام حتى وصل بلدة "معان" من إقليم البلقاء في الأردن. هناك تلقى القائد العام زيد بن حارثة تقريرًا من استخباراته العسكرية التي كان قد بعث بها إلى أرض العدو للحصول على المعلومات اللازمة .. وفي هذا التقرير رأى أن الرومان يتحركون في مائتى ألف مقاتل تسندهم عشرات الآلاف من سلاح الفرسان وأن مكان تجمعهم هو منطقة مآب.

وعند الإحاطة بهذا التقرير الخطير قفز أمام القائد العام سؤال: (هل يمكن لثلاثة آلاف مقاتل أن يصمدوا ويثبتوا في وجه مائتى ألف مقاتل. فضلا عن أن يهزموهم ويتغلبوا عليهم).

ولم يتسرع القائد العام المسئول عن هذا الجيش الصغير في الإجابة على


(١) تاريخ الطبري ج ٣، ص ٣٧.
(٢) قال البقاعي في مراصد الاطلاع ج ٣ ص ١٢١٦: مآب (بوزن معاب) مدينة في طرف الشام من نواحى البلقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>