البلدان ص ٦٣ أنه كان في الطائف يهود طردوا من يثرب واليمن وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فتح الطائف صلحًا وأسلم أهلها من العرب جميعًا بقى اليهود فيها على دينهم، بعد أن خضعوا للحكم الإسلامي بدفع الجزية.
فقد قال البلاذرى في كتابه المذكور:"كان بمخلاف الطائف قوم من اليهود طردوا من اليمن ويثرب، فأقاموا بها للتجارة، فوضعت عليهم الجزية، ومن بعضهم ابتاع معاوية أمواله بالطائف =".
[اليهود في اليمن]
أما اليمن فقد كانت اليهودية فيها قبل الإسلام أقوى من أي مكان آخر في جزيرة العرب من حيث الانتشار وقوة السلطان، إذ أصبحت في عهد من العهود دين الدولة الرسمى وذلك في عهد بعض ملوك الحميريين.
ومع أن المؤرخين مجمعون على وجود اليهودية في اليمن قبل الإسلام، إلا أن أحدًا منهم لم يذكر بصفة قاطعة متى اعتنق أهل اليمن الدين اليهودى وفي أي تاريخ على وجه التحديد.
غير أن المؤرخين والإخباريين الإسلاميين يكادون يجمعون على أن أول اتصال لليهودية باليمن هو في عهد (تبان أسعد أبي كرب) تبع اليمن الثالث الذي اعتنق اليهودية في يثرب ثم حملها إلى اليمن ودعا شعبه إليها فدانوا بها دونما إكراه (١).
(١) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٣ وما بعدها .. الطبري ج ١ ص ٩٠١ وما بعدها.