للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرج إليه عمارة بن عقبة الغفاري فجرت المطاردة منهما على فرسيهما كل يريد القضاء على قرينه وبعد مبارزة شاقة حمل عمارة بن عقبة الفارس على الديال حملة صادقة فسدّد إليه ضربة من سيفه فكانت القاضية.

وكان تمكُّن المسلمين من قتل القائدين اليهوديين الكبيرين مبارزة أمام حصن الصعب بداية سيئة لليهود المدافعين عن الحصن.

[معركة التراشق بالسهام]

وقد استشاط اليهود غضبًا لمصرع قائديهم (يوشع والديال) فقاموا بهجوم عنيف معاكس على المسلمين مهدوا له بقذف شديد من سهامهم التي صبُّوها كالمطر على المسلمين من أبراج الحصن، وقد ركز اليهود (أثناء قذفهم المسلمين بالسهام) على الموقع الذي يقف فيه القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بغية إصابته، وكان يهود خيبر من أمهر رماة النبل.

وقد تساقطت نبال اليهود المصوّبة من مقاذف الحصن حول النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقام المسلمون من أنفسهم تُرْسًا (١) حول النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان راكبًا جواده يرقب المعركة .. وذلك حماية لذاته الشريفة من أن يصيبها شيء من سهام اليهود التي أرسلوها نحوه كالمطر طمعًا منهم في أن يتمكنوا من قتله.

وكان المسلمون يردون على قذف اليهود بقذف مثله من نبالهم، ولكن أثر رمى المسلمين على اليهود ليس كأثر رميهم على المسلمين، لأن اليهود كانوا يتسترون وراء أسوار وجدران حصنهم بيما كان السلمون مكشوفين لليهود أمام الحصن.

ولم يذكر أحد من المؤرخين أن سهام اليهود قد أصابت أحدًا من المهاجمين المسلمين غير أنه من المحتمل جدًّا أن تكون هناك إصابات بينهم نتيجة قذفهم بالسهام من الحصن، وقد ذكر بعض المؤرخين (٢) أن عددًا من المسلمين سقطوا قتلى قبل افتتاح الحصن، ولم يذكر هل قتلوا بنبال اليهود أم بطريقة أخرى.


(١) الترس (بضم التاء) آلة يتستر بها المحارب أثناء القتال.
(٢) المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>