(لقلَّتهم) لم يقدروا على الوقوف أمام تياره القوى الدفاق، فاضطروا إِلى الاندماج في السواد الأَعظم من المسلمين.
وهكذا، بعد مضي ما يقرب من ستة أَشهر على الهجرة النبوية أَصبحت المدينة عاصمة حقيقية للإِسلام، فصارت الكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين، وهذا الذي كانت تخشى قريش أَن يحدث فحاولت بكل قواها - منع الرسول من الهجرة إِلى المدينة.
[التشريعات للمجتمع]
وبدأَت تشريعات النظام الجديد تنزل من السماء، فقد فرضت الزكاة (وهي أَهم النظم الاجتماعية في الإِسلام) كما شرع (قبلها) الإِذن بحمل السلاح ضد أَعداءِ الإِسلام، وكان القتال قبل الهجرة غير مأْذون به للمسلمين.
وكذلك شرع النداءُ للاجتماع للصلاة، وهو الأَذان، كما نزل القرآن بتشريعات أُخرى نظّم وهذب بها المجتمع الجديد، ليس هذا محل شرحها.
[متاعب العهد الجديد]
لم يظهر اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند قدومه يثرب، أَية مقاومة أَو خصومة، بالرغم من تخوفهم من وصوله، على نفوذهم الاقتصادي وسيطرتهم السياسية ونفوذهم الروحي.
كما أَنه - صلى الله عليه وسلم - سارع إِلى تطمينهم على عقائدهم وأَرواحهم وأَموالهم، فعقد معهم تلك المعاهدة التي كان القصد منها إحلال السلام،