للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عن أنس بن مالك قال: رأيت قباء أكيدر حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل المسلمين يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟ فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا. وذكر بعضهم أن الناس كانوا يتلمسون قباء مضاد أخي أكيدر، لا قباء أكيدر.

[هل أسلم أكيدر]

وبعضهم يذكر أن أكيدر الملك أسلم وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب له كتابًا بعد إسلامه هذا نصه: (بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من محمد رسول الله كيدر جين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام، مع خالد بن الوليد سيف الله، في دومة الجندل وأكنافها. وإن لنا الضاحية من الضحل (١) والبور (٢) والمعامى (٣) وأغفال الأرض (٤)، والحلقة، والسلاح، والحافر (٥)، والحصن، ولكم الضامنة من النخل (٦)، والمعين من المعمور (٧) بعد الخمس، لا تعدل سارحتكم، ولا تعد فاردتكم (٨). ولا يحظر عليكم النبات، ولا يؤخذ منكم عشر البتات (٩)، تقيمون الصلاة لوقتها، وتؤتون الزكاة لحقها. عليكم بذلك العهد والميثاق، ولكم بذلك الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين.

ومما يدل على أن أكيدر قد أسلم أن أهل الفتوح مجمعون على أن خالدًا بن الوليد عام ١٢ هـ انحدر بجيش كثيف من العراق إلى دومة الجندل بعد


(١) الضحل الذي فيه الماء القليل.
(٢) البور: ما ليس فيه زرع.
(٣) المعامى: ما ليست له حدود معاومة.
(٤) أغفال الأرض: مياه.
(٥) الحافر: الخيل.
(٦) الضامنة من النخل: النبات من النخل التي قد نبتت عروقها في الأرض.
(٧) المعين: الماء الظاهر.
(٨) أي لا يعد ما يبلغ أربعين شاة.
(٩) البتات: المتاع ليس عليه زكاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>